- يعد الصرف أو التصريف كما درج المتأخرون على تسميته أحد علوم اللغة التي تعنى بدراسة بنية الكلمة في معزل عن التركيب ؛ فما الفرق بين الصرف والتصريف ، و ما قيمة هذا العلم ، و ما حدود موضوعه ، و هل هو حق منفصل عن النحو ؟
أ - ضبط المصطلح :
بالعودة إلى المادة المعجمية ( ص/ر/ف) ، نجد أن الصرف والتصريف يدلان بشكل عام على التحول و التغيير و الانتقال من حال إلى حال ؛ فالصرف لغة : التغيير والتقليب من حال إلى حال ، و هو مصدر الفعل ( صرف ) ؛ من صرف الزمان و صروفه و تصاريفه ؛ أي تقلباته .
و تصريف الرياح : تحويلها من وجه إلى وجه ، و هو بذلك يدل أيضا على التغير و الانتقال .
إلا أن صرف الكلمة يفيد في اللغة إجراءها بالتنوين ، و منه نجد مبحثا خاصا في النحو تحت عنوان الاسم الممنوع من الصرف ؛ بمعنى الاسم الذي لا يلحقه التنوين . و هذا هو معنى الكلمة في كتاب سيبويه ؛ إذ يدل الصرف على إلحاق حرف النون للاسم ، و للاسم فقط لأن هذا الحرف علامة الاسم المتمكن ، في حين يستعمل سيبويه مصطلح التصريف للدلالة على التغيرات التي تحدث داخل الكلمة .
كما أن الكتب الأولى التي عنيت بهذا العلم ، حملت اسم التصريف ، و على رأسها كتاب التصريف للمازني ، و التصريف الملوكي لابن جني ، الممتع في التصريف لابن عصفور .
من هذا المنطلق يكون التصريف ، درءا للبس ، هو المصطلح الأمثل للعلم الذي يعنى بدراسة التغيرات التي تلحق بنية الكلمة لغرض لفظي أو معنوي ، أو رياضي ، و في ضوء هذه الأغراض نميز بين المعاني الاصطلاحية للتصريف .